آخبار عاجل

حدودكم كآباء  في دراسة أبنائكم.. لـ « سلوى المؤيد »

29 - 01 - 2019 12:00 1584

الحلقة الـ 19 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان : حدودكم كآباء  في دراسة أبنائكم  .          

.........................................................................  

 بعد الخطوتين التي ذكرتهما و  تؤديان إلى إعادة التوازن بين الآباء والأبناءوالمدرسين  في مسألة أداء الواجبات المدرسية ..تأتي الخطوة الثالثة والأخيرة وهي

٣ــ أن لا تسبب  الفوضى  بتدخلك في  تأدية إ بنك لواجباته المدرسية :

 عندما تنتهي من التوضيح لإبنك عن الوظائف المطلوبة منه ..وماهي مقايسك التي ستحاسبه على أساسها ..عندئذٍ ستكون جاهزاً لتتركه   يحل واجباته لوحده..على أساس النظام الذي وضعته له ..المسؤلية يتحملها  هو الآن وعليك أن تضع أمامك هدف أن يحقق إبنك ما تريده منه  وذلك بعدم تدخلك في واجباته إلا في حدود وظيفتك المحددة وتدع النظام الذي وضعته له يقوم ببقية المهمة .

لكن كم سيستغرق تطبيق هذا النظام ليسود التوازن  علاقة الآباء  والأبناء والمدرسين    من ناحية تأدية الأبناء   لواجباتهم المدرسية ؟

كل الآباء يتمنون أن يحدث ذلك  الأمر في وقت قصير..لكن تغيير العادات يحتاج إلى بعض الوقت..كما أنه يعتمد على طول المدة التي استمرت خلالها هذه العادة ..إذا كانت منذ فترة قصيرة فإن الأبناء بحاجة إلى عدة أسابيع ليتعودوا على النظام الجديد ..لكن إذا كانت  الفوض  التي تعم أداء الواجبات قد بدأت منذ فترة طويلة إلى حدما.. فإن الأمور ستتدهور في البداية ثم ستتطورفيما بعد ..على الإبن أن يتحمل نتائج إهماله  لواجباته من خلال ما قام به من اختيار سيء هو مسؤول عنه ..قد يأخذ ذلك وقتاً يصل إلى ثلاثة إلى ستة أسابيع تقريباً ..لكن الأبناء لن يستسلموا هكذا ببساطة لإسلوب جديد  ..وإنما سيحاولون وهم يتحولون  ا ختبار آبائهم ليروى مدى جديتهم في تحميلهم مسؤلية  إهمالهم لواجباتهم الدراسية ..سيرتكبون الأفعال التي كانوا يقومون بها من قبل ..مثل تقديم الأعذارلنسيانهم أبحاثهم أو ادعاء الحيرة واليأس ..بل أنهم سيحاولون كسر روتين حياتهم أثناء محاولتهم استثارة آبائهم   وإرهاقهم   لكي  يستسلموا  و يتدخلوا لكي يساعدوهم في  تأدية واجباتهم  ..لكن على الآباء أن لا يستسلموا ..ويطبقوا الخطوات الثلاث التي ذكرتها لكي يحدث التوازن المطلوب ..الذي سينتج عنه أبناء مسؤلين .

مثال على ذلك أن يضع الوالدين بداية للبدء في أداء الواجبات الساعة الرابعة مساء..و والإنتهاء مثلاً الساعة الخامسة..وأي سؤال  من الإبن لوالديه عن الواجب لا يجاوبان عليه .. إلا إذا تم الإتفاق عليه مقدماً .

النظام الذي اتفق عليه والدي فواز هو أن  يسمحا ن له  بالإستمتاع بالتلفزون واللعب مع

 

                                                       (٢)

أصدقائه إذا بدأ واجباته الساعة الرابعة وانتهى منها  في الوقت الذي يحدداه له على أساس ما عليه من واجبات  .. أما المكان الذي يخصصه له والديه فهوغرفته في الطابق الأعلى..ويوفران له   طاولة عليها كل ما يحتاجه لدراسته... لكنهما يضعان  ألعابه في الطابق  الأرضي  ..وعليه إذا أراد أن يسأل والديه يذهب لهما ليسألهما عن الموضوع الذي يحيره ويحصل على الإجابة ويذهب إلى غرفته ليكمل أداء واجبه .

أما من حيث  المحاسبة فإن على فواز أن يكون مسؤلاً عن جلب واجباته المدرسية وإذا نساها فإنه سيحرم من التلفزيون يوماً ويحرم إلى جانب ذلك من  رؤية أصدقائه ..إذا كان لديه واجب متبقي عليه أن يكمله يوم الجمعة قبل أن يبدأ الأسبوع

بعد أسبوعين لاحظا الوالدان أن ابنهما فواز   ظل مصراً على أن لا يكمل واجباته إلا في نهاية المدة ..لكنهما لم يتعاركا معه..ولم يشعرا بالتوتر في التعامل معه ..كل شيء مضى هادئاً  مريحاً

وكالعادة  حاول فواز أن يختبر والديه حتى يعود إلى اعتماده عليهما..لذلك  استمر في إهماله  جلب واجباته أو أبحاثه إلى يوم  الثلاثاء  من نفس الأسبوع .. لكن والديه ظلا يحاسبانه على عدم التزامه بما ذكرته من قبل ..ثم بدأ يلتزم بجلب واجباته..لكنه لم يلتزم بإدائها في الوقت المحدد ..وبدأت محاسبة والديه له مرة أخرى حتى اضطر إلى الإلتزام بإدا ئها  كاملة حسب نظام التوازن الذي وضعه والديه ..ولم يكن الأمر سهلاً حيث ادعى  في البداية عدم اهتمامه باللعب مع أصدقائه وظل مصراً على إهماله ..ثم بدأ يبكي ويتهمهما أنهما خبثاء معه ..لكنه يوم  الأربعاء  من نفس الأسبوع ..عندما يأس من محاولاته السلبية..دخل غرفته وأكمل واجبه وأعطاهما إياه في الوقت المحدد وخرج يلعب مع أصدقائه..كل ذلك تم بهدوء.. وهكذا فعل يوم  الخميس حيث أكمل ما كان قد أهمل في تأديته من قبل .

 وهكذا نجح النظام الذي وضعه والديه له ..بل تطور فيما بعد وأصبح فواز مسؤلاً تماماً عن واجباته ..يسأل والديه إذا احتاج لهما..ثم يتركانه ليكمل ما عليه من مسؤلية ..وعندما حدث وتراجع يعودان مرة  أخرى   إلى إلزامه  يتحمل نتائج إهماله بحزم..ويعود هو إلى التزامه .. 

أما إذا كان  لدى الأبناء  أسباب أخرى صحية مثلاً أو نفسية..فإن على  الآباء  الإستعانة بطبيب نفساني أو معالج سيكلوجي أو معالج اجتماعي لحل مشاكلهم حتى يتمكنوا   من الإلتزام بمسؤلية  أدائهم لواجباتهم .

 

                                                                                                                                                                                                                    



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved